المدونة
أهمية دراسة البرمجة للأطفال
- فبراير 20, 2022
- نشر بواسطة: Little Coder
- التصنيف: Programming Technology
إنّ البرمجة كعلم لا يَختلف عن الأحياء و الكيمياء و الرياضيات في هذا الزمان.
يدرسُ الأطفال في مراحلهم الدراسية الأولى العديد من العلوم المخُتلفة و التي قد يَتعجّبُ منها بعضهم و يتساءل لماذا يَدرُس الأطفال هذه العلوم مع صِغر سنهم.
الهدفُ من تدريس الأطفال هذه العلوم المختلفة هو إعدادهم لفهم الحياة و فهم البيئة المُحيطة بهم.
فعندما يدرس الطفل الفيزياء فسيعلم أنه عندما يقود السيارة فإن هناك سرعة محددة يجب ألّا يتعداها عند الإنعطاف وذلك وفقاً لقانون الطرد المركزي.
ومن يدرس الأحياء يعلم أن شعيرات جسمه عندما تنتصب عند القشعريرة في الشتاء فإن ذلك ليس نوعاً من مرور الجن على جسده و إنما يحاول جسمه حبس الهواء للمحافظة على الحرارة داخل جسده.
بلا شك هذه العلوم تحول الطفل من إنسان يتلقى الخرافات و الأساطير و يصدقها إلى إنسان يستطيع فهم طبيعة الأشياء و التعامل معها بطريقة صحيحة.
ليس هذا فقط، بل يكُون فاعلاً في المجتمع بتوفير الحلول للمشاكل و تحسين ما يحتاج إلى تحسين.
كيف يؤثر تعلُّم البرمجة على طفلٍ لا هم لهُ سوى اللّعب؟!
عندما يدرسُ الطفل العلوم الأساسية من رياضيات و جغرافيا و غيرها من العلوم فإن ذلك لأن هذه العلوم تُفسّر حقيقة ما يواجهه الطفل (الإنسان) في حياته في وقته الحاضر و في الغد.
حتى تسعينيات القرن الماضي (قبل 16 عام أو أكثر) لم يكن إنتشار الهواتف المحمولة و أجهزة الحاسب بأنواعها المختلفة كما هو اليوم، و بالتالي لم تكن دراسة علم الحاسوب أو البرمجة منطقياً لتدريسه للنشء.
أما اليوم، فربما ترى الطفل يتعامل مع الجوال و نظام الأندرويد قبل أن يستطيع الكلام!ماذا يعني ذلك؟
يعني أن التعامل مع الحواسيب و الأنظمة أصبح جزءاً من بيئة الطفل و الإنسان.ليس هذا فقط، بل أن البرامج و الأنظمة من حيثُ ترتيبِ التعامل و أهميتها ربما تتفوق على العُلوم الأخرى.
فالإنسان منذ طفولته يستخدم نظام الويندوز أو اللينكس لتشغيل ألعابه و التي هي عبارة عن برامج.
يذهبُ إلى المدرسة ليتلقى التعليم عن طريق برامج مايكروسوفت أوفيس (بوربوينت)، ليعود إلى المنزل ليشاهد على الإنترنت (اليوتيوب) ما فاته من برامج بُثّت أثناء وقت دراسته.
ينتقل في مراحله الدراسية معتمداً على البحث في الإنترنت (قووقل و بنق و ياهو) في الحصول على بعض المعلومات.
يستخدم البرامج الحكومية للتقديم للحصول على أوراقه الرسمية، ثم بعد تخرجه يبدأ العمل بالحصول على مكتب يحتوي على حاسوب يعتمد عليه إما كُلياً أو جزئياً على أقل تقدير إستخدام برنامج المراسلات (آوتلوك) للتواصل مع الزملاء.
ألا يجعلُ ذلك تعلم حقيقة الحاسوب و البرامج حقاً أصيلاً للأطفال؟
أولياء الأمور يعتقدون أن أطفالهم لا يقوون على تعلُّم البرمجةتعلم البرمجة ليس كما يعتقدُ البعض أو كما يُروّج لهُ في بعض الوسائل الإعلامية، سأذكرُ لك مثالاً حاول تخيلهُ:
شخصٌ يبدو عليه الإدمان يجلس على مكتب يحوي حاسباً في غرفة مظلمة.بجانبه شاشة الحاسب أكوابُ القهوة الفارغة و اصابعُه تعمل على لوحة المفاتيح بسرعة عالية!
إذا قُلتُ لك أن هذا مُبرمج هل تستبعدُ الفكرة؟
بتاتاً، وهذه هي الفكرة المغلوطة التي أوصلتها وسائلُ الإعلام إلى المجتمع.
إن البرمجة قبلَ كُل شيء هي طريقةُ تفكير يستطيع الإنسان (أفكار) يستطيع المُبرمج إيصالها إلى الحاسب بلغته (لغة البرمجة).
لا تحتاجُ إلى ظلام بل تحتاج إلى ما يُساعدُ الإنسان على الهدوء و التركيز، ولا تحتاجُ إلى إدمان بل تحتاج إلى عقلٍ مُتزن قادرٍ على التركيز و التفكير الصحيح.
وهكذا تعلم أن الأطفال بإمكانهم تعلُّم البرمجة مثلُها مثل غيرها من العلوم.
ولأن الأطفال لا يُحبُّون الأمور التي في نظرهم مُعقدة و مملة مثل لغات البرمجة و التي تعتمد على الكتابة الكثيرة على لوحة المفاتيح، فإنهم غالباً ما يتعلمون التفكير البرمجي و فهم أساسيات و مفاهيم البرمجة.
هل تعلم كيف يستطيعون فعل ذلك دون تعلم لغات البرمجة؟
هناك بعضُ الجهات التي تطور برامجاً تعليمية للأطفال و ألعاباً عن طريقها يغرسون في الأطفال المفاهيم و طُرق التفكير البرمجية.
هذه البرامج و الألعاب تُجهز الأطفال حتى إذا ما رأوا في غدِهم برامجاً أو تعاملوا معها يستطيعون معرفة طريقة عملها و كيف من الممكن إنشاؤها.
و هذا على قلّته هو ما يجبُ تعليمه للنشء.